اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

السفير الصحراوي بالمكسيك يبرز أن هذه الأخيرة بوابة للتضامن الأمريكي مع القضية الصحراوية

كتب بواسطة : futurosahara on 07‏/08‏/2014 | الخميس, أغسطس 07, 2014

أكد السفير الصحراوي بالمكسيك السيد أحمد مولاي أعلي ، أن العلاقات المكسيسكية الصحراوية الوطيدة تحكمها خلفية تاريخية  بالأساس ومسؤوليات أخلاقية وقانونية معرجا على التشابه التاريخي بين مقاومة شعبي البلدين للاستعمار وأساليبه ، وهو ما جسده الاعتراف المكسيكي رسميا بالجمهورية الصحراوية العام 1979 ، وتعزز بالتمثيل الدبلوماسي الصحراوي القوي بالساحة المكسيكية وتقبل العديد من المكسيكيين للقضية الصحراوية والتضامن مع شعبها.
وأبرز السفير في حديث خص به الإذاعة الوطنية في أعقاب الحراك التضامني الذي شهدته الساحة المكسيكية مؤخرا ، أن النضال الصحراوي بات يحقق صدى متزايدا بمختلف الولايات والمقاطعات المكسيكية شعبيا ورسميا ، حيث تمكنت حوالي أربعمائة شخصية من زيارة مخيمات اللاجئين في السنوات الأخيرة ضمت سيناتورات ، نوابا ، أكاديميين وإعلاميين وناشطين يعملون جميعا على تحسيس الرأي العام ببلادهم بمعاناة الشعب الصحراوي على ضفتي جدار العار ، مؤكدا أن تلك الجهود أسهمت بشكل كبير في تأسيس جمعية مكسيكية لأصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وتعمل على الانتشار قاعديا وتحقيق بعض المساهمات الإنسانية والتضامنية من مشاريع تنموية لفائدة اللاجئين فضلا عن المرافعة عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
ونوه السيد أحمد مولاي أعلي بالبادرة التي اتخذتها المكسيك عام 2010 بدعوتها مجلس الأمن الدولي خلال عضويتها غير الدائمة في العهدة السابقة ، إلى دورة طارئة لأول مرة بشأن التطورات في الصحراء الغربية إبان تفكيك سلطات الاحتلال المغربية بهمجية لمخيم النازحين بأقديم إزيك ، مثلما أبرز دور السيد " آنطونيو فيلاثكيث " أول مكسيكي يحصل على الجنسية الصحراوية في توثيقه لمحلمة النزوح بكل تفاصيلها وتمكن من نشر مشاهدها وعرضها في أكثر من نقطة عبر العالم .
وكشف الدبلوماسي الصحراوي أنهم يسعون في الأفق المنظور لتوطيد التبادل المشترك في قطاعات التعليم ، الثقافة ، الصحة والتكوين المهني ، وتعزيز المساعي الإنسانية سيما استقبال أول مجموعات من رسل السلام بالأراضي المكسيكية الصيف المقبل وتكثيف الزيارات الميدانية للوفود المكسيكية ضمن برنامج سياحة وتضامن الذي تقترحه السفارة لجلب مزيد من التأييد الشعبي مكسيكيا بالقضية الصحراوية ، كما تراهن على مواقع التواصل الاجتماعي وموقع السفارة الرسمي للتغلغل داخل أوساط المجتمع المكسيكي الذي يبلغ تعداده أكثر من مائة وعشرين مليون نسمة نظرا لما تحققه الطفرة التكنولوجية من انتشار وقابلية.
ولدى إجابته على سؤال يتعلق بالدور المكسيكي المحوري في ربط الأمريكتين الشمالية والجنوبية ، أبرز السيد أحمد مولاي أعلي أن تقارب الولايات المتحدة الأمريكية ونظيرتها المكسيكية يجعل مأموريته في أفضل رواق للوصول بالقضية الصحراوية للرأي العالم بأكبر قوى العالم رغم اعترافه بصعوبة المهمة في ظل الإمكانات المتاحة ، غير أنه أبدى تفاؤله حيال إمكانية استثمار قاعدة الجالية المكسيكية بأمريكا والتي تقدر بأربعة عشرة مليون نسمة ، فضلا عن استقطاب التراب الأمريكي لوسائل الإعلام المكسكية بشكل دائم ، وهو ما اعتبره  سببا في تمكن باحثين وفنانيين وناشطين مكسيكيين مقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية من زيارة المخيمات ومعاينة الأوضاع عن كثب والعودة بأفضل النتائج ، متطرقا إلى مشاركة آخرين في تظاهرات الصحراء ماراثون الرياضية، آرتيفارتي للفن التشكيلي ومهرجان السينما في الصحراء الغربية حيث احتفت الطبعة الأخيرة بعشرة أفلام مكسيكية على أن تكون المكسيك ضيفة شرف إحدى الطبعات المقبلة ـ يرجح السفيرـ .
وفي تعقيبه على الشق المتعلق بالتأثير على مستوى القارة اللاتينية وإمكانية بلورة الدور المكسيكي خاصة على مستوى البلدان التي لم تعترف بعد بالجمهورية الصحراوية على غرار البرازيل والأرجنتين أكد السفير الصحراوي بالمكسيك، أن سفارة هناك تربطها علاقات وثيقة بالسلك الدبلوماسي المعتمد بالعاصمة المكسيكية وتطلعه على تطورات القضية الصحراوية بكل مستجداتها ، كما تشكل الاستحقاقات والمناسبات فرصة للقاء السفراء والقناصلة وكبار الشخصيات من مختلف بلدان العالم لتحسيسها بخطورة الأوضاع التي يعانيها الصحراويون مثلما حدث خلال استدعاء السفير الروسي للبعثة الصحراوية بالمكسيك أو خلال اليوم الإفريقي بلقاء السفير السنغالي سيما وأن جل سفراء الدول بأمريكا هم أنفسهم المعتمدين بالولايات المتحدة المكسيكية ، أما شعبيا فقد أبرز أن شبكات السفارة الصحراوية على الفيسبوك وتويتر حققت انتشارا واسعا في أوساط الشباب بالدول اللاتينية مستعرضا تجربة هي الأولى من نوعها لشابة كوستاريكية قدمت أطروحتها الجامعية عن القضية الصحراوية ببلادها بفضل ما أتاحته مواقع التواصل الاجتماعي أمامها ، خاتما قوله بأن هناك مجموعة كتب وأعمال وثائقية وأقراص مدمجة توثق القضية الصحراوية ، باتت منتشرة بشكل ملحوظ بالأراضي المكسيكية ، في حصيلة يراها السفير إيجابية ويمكن تعزيزها بشكل أكبر في المستقبل.